قراءة في ديوان البيظان (4)
مَشُّ لِمْعَيَّطْ شَوْرْ الشَّوْفْ” …
ونواصل قراءتنا في ديوان البظان، وحديثنا عن گفان الأشوار، والأشوار نفسها، والحديث ذو شجون! فبداية نرى من الضروري التنويه هنا، قبل الحديث عن گفان شور جديد، بفرق جوهري بين مدارس الفن الكبرى الثلاث حول نشأة “اجوانب” (الطرق) و”اظهور” (المقامات) و”لبتوت” أو “لشوار” وعلاقة ذلك بمدح الأمراء! الأمر الذي يحتاج إلى توضيح ولو وجيز. إذ بينما تقترن نشأة “اطّْريگْ” (طريق) أو “اظْهَرْ” (مقام) أو “بَتّْ”: “شَوْرْ”.. عموما في الحوظ، وفي تگانت بدرجة أقل مثلا، بمدح الأمراء، نجد هذه الظاهرة منعدمة تماما في الگبلة التي يقتصر حظ الإمارة فيها من الفن على “اتْهَيْدينْ” فقط، الذي تخص به فئة الأمراء دون غيرها؛ ويتحكم الزوايا وبقية الشعب في الباقي؛ لحد أن “ادخولات” (البدايات) الكبرى تُشَوْهَدُ تباعا بـ”بيت ابن وهيب” (بيت المدح، أو بيت العيش) وبيت – أو أبيات- من الوافر والكامل والرمل الخ! والاستثناء الوحيد الموثق الذي يؤكد هذه القاعدة، هو شور “رَزَّه” (صاعِقَة) الذي عزفه فنان عصره محمد ولد الميداح الكبير “بَبَّ” للأمير ابراهيم والد ولد أعمر ولد المختار ولد الشرقي ولد اعلي شنظوره، يوم “غسرم”. فقد رويت عن الشيخ الفنان الأديب الكبير المختار ابن الميداح، أن الأمير ابراهيم والد ولد أعمر ولد المختار دعا يوم “غسرم” محمد ولد الميداح الكبير “بَبَّ” وقال له: “أَخْبَطْ لي في اشْبَارْ (فاغو لِگْنَيْدِيَّ) شَوْرْ امَّوْنَكْ اعْليهْ لِعْبْ كَافْرَه (مِشْيَة حربية) شَوْرْ لِعْدُو، وگيسْ أمّْ راصْ (أم راص بنت أعمر آگجيل، أم الأمير) تَعْطيكْ شَدّْ مِن الخَنطْ خَلَّيْتُ عَندْها”. ويقول المختار (رحمهم الله جميعا( إِن “بَبَّ” عزف للأمير الشاب تسعا وتسعين معزوفة في “اشْبارْ” لم تشبع أي منها نهمه الفني والحماسي، فغضب الفنان الكبير وقال للأمير: “يِخْلي أَهْلَكْ وَرَّطّْنِي، شِدَّوْرْ نَخْبَطْ لَكْ”؟ فأجابه الأمير متحديا: “أَخْبَطْ لي رَزَّه”! سأله الفنان في ذهول: “رَزَّه شِنْهِي”؟ قال الأمير: “أشْمَرْ الامْهارْ وارْخِ التِّشِبْطِنْ وانفُظْهُمْ كامْلينْ”! ففعل! قال الأمير: “أَهَيْهْ! هذا هو الشَّوْرْ الِّي امَّوْنَكْ اعْلِيهْ لِعْبْ كافْرَه شَوْرْ لِعْدو”! وحمل على خصمه كالأسد الكاسر! وهكذا ولد الشور الاستثنائي المائة في فاغو “لِگْنَيْدِيَّه” التي تتهم ظلما – كوطنها- بالفقر والعقم! وبعد هذا التوضيح، نعرض أحد أشوار القبلة التي لا علاقة لها بمدح الأمراء! وقد اخترنا شور “مَشُّ لمْعَيَّطْ شَوْرْ الشَّوْفْ” لمكانته في أزوان الگبله (الهول) حيث يغنى في “كَرّْ” ولجمال گفانه التي اخترنا منها الثمانية التالية: 1. جِلِّيتْ اُعَيْشَ لا فَخْرَ ** فِلْهَوْلْ أَخْواتْ أُذَ مَعْروفْ يَغَيْرْ اصَّ عَيْشَ لَخْرَ ** تَوْطَ فِالهَوْلْ اعْلَى لِحْرُوفْ. 2. رَاجِلْ يَا جِلّيتْ ابْعَيْنيهْ ** وابْوُذْنَيْهْ اُيَسْمَعْ واِشُوفْ اسْمَعْ ذاكْ اُشافُ نِكْرِيهْ ** إِلَ مَا وَلَّ غَزْلُ صُوفْ. 3. الهَوْلْ الزَّيْنْ اعْلَى سَبْلَ ** مَعْطوفْ اعْلَى جِلّيتْ اُتَوْفْ وِالهَوْلْ الِّ مَعْطُوفْ اعْلَ ** جِلّيتْ اعْلَى عَيْشَ مَعْطوفْ. 4. جِلّيتْ اتْنَهْوَلْ فَزَوانْ ** لُلُوفْ اعْلَى لُلُوفْ اُگوفْ واتْخَوّفْ بيهْ افْبَلّْ المانْ ** واتْأَمَّن بيهْ افْبَلّْ الخَوْفْ. 5. وَاللهْ اُلاهِ مَكْتومَ ** مَشُّ لِمْعَيّطْ شَوْرْ الشَّوْفْ مَا يَعْرَفْهَا كُون انتُومَ ** وَللَّ تَكَيْبَرْ عَن لِحْلوفْ. 6. مَشُّ لِمْعَيَّطْ لا جِحْدانْ ** گلْتيها شَوْرْ الشَّوْفْ أُتَوْفْ والتّيدِنِيتْ اتْگولْ اتْبانْ ** مّشُّ لِمْعَيَّطْ شَوْرْ الشَّوْفْ. 7. وَسّالِ يَجْعَلْ فيهَا خَيْرْ** هَوْلِكْ ذَا الِّ مَاهُ مَوْصُوفْ شِي ما نَعْرَفْ شِنْهُ يَغَيْرْ** الِّ خاطِ لِعْمُرْ مَخْلُوفْ. 8. زَيْنَ عَندِكْ وَسْوَ جِمْدُ ** مَجْموعْ الشُّعْرَا ظَرْكْ، الخَوْفْ أَلَّا مِن مُولانَ وَحْدُ ** مّشُّ لِمْعَيَّطْ شَوْرْ الشَّوْفْ. ويكاد يكون هذا الشور ملكية خاصة لعائلة أهل أعمر ولد انگذي الفنية الكبيرة (أهل اشويخ وأهل انگذي) حيث تذكر معظم گفانه جليت وعيشَ بنتي مطرب عصره امحمد ولد انگذي، وعيشَ بنت محمد اعلي (عيشَ لخر) زوجة ابنه الفنان الكبير القدير محمد عبد الرحمن، والفنانة الكبيرة تكيبر بنت أعمر امبارك ولد اشويخ أم أسرة أهل محمد ولد اشويخ. رحم الله الجميع. أما “گفان الشور” فقد صحت لديّ نسبة أربعة منها هي: رقم 2 لأحمد ولد محنض (احميد علما) ورقم 3 للشيخ محمدٍ بن الشيخ بابَ خي، ورقم 5 لمحمد ولد اشويخ (رحم الله الجميع) ورقم 8 لمحمد ولد الميداح (دنبه علما) أطال الله بقاءه. بقلم الأستاذ محمدٌ ولد إشدو